تتكلم أوراق الخريف الصفراء تبعث لنور الأمل لكن سرعان ما يختفي بسرعة كقطرة الماء المتبخرة وتغرق نور في أحلامها المره تفكر في نفسها اسمها نور وهي تعيش في ظلام دامس تفيق نور من أفكارها على صوت والدها الجهوري:نور هيا يا ابنتي لتناول العشاء تومئ بالإيجاب يمسك والدها يديها الناعمتين ويساعدها للوصول إلى المائدة أما دموعه فكانت تنهمر بصمت كم يشفق عليها فهي كالطفل الضائع كم هو صعب أن يفقد إنسان بصره ولا سيما إذا فقد أمه في نفس الوقت.
ها هي نور ابنت الستة عشر عاماً فاقدة للبصر وفاقدة أمها كذلك .مسح الأب دموعه دون أن تحس نور بذلك وبهذا مر إسبوع على فقدان نور لبصرها وأمها.
بعد سنتين تطل الشمس باشعتها الحارقة وتستيقظ نور وهي تندب حظها كالعادة لكنها لم تعلم بإن هناك مفاجأة عظيمة ولاتدري عن أمور تجري من ورائها .لقد اعتادت على العمى ونعتها بنورالعمياء فلم تجد أي صعوبة في الوصول إلى المائدة والجلوس على كرسيها.سمعت كلام والدها تجمدت في مكانه كالثلج من الرهبة وصرخت بفرح:هل سيعودالبصر إلى عيني ياأبي؟
أجاب والدها بفرح:نعم يا نور أنها مجرد عملية بسيطة وستستعيدين بصرك.
مرت الأيام وجاء اليوم المنتظر كان أشبه بحلم لنور كانت خائفة من القدر خائفة منه أن يطعنها في ظهرها لا أحد يعلم ماذا سيحصل؟؟
بعد ساعات من مر الأنتظار وللآن لا احد يعلم ماذا يخبأ القدر لنور خرج الطبيب من غرفة العمليات مطأطأً رأسه وقال:للأسف نور سلمت روحها لبارئها.انصعق الأب من الخبر.موت نور كان صاعقة مدمرة لكل من أحبها للأسف نور رحلت وبقيت ذكراها بقيت ذكراها لدى محبيها أما والدها فلم يتحمل الصدمة والتحق بها وبقي القصر المهيب منزلاً للأشباح والذكريات.